دخول
مواضيع مماثلة
المواضيع الأخيرة
من سيقود العالم ؟
صفحة 1 من اصل 1
من سيقود العالم ؟
من سيقود العالم ؟
عبدالله سعد الغنام
انظر حولك فهو مازال موجو وينتظرك بشوق , قد يكون في بيتك أو في عملك
أو حتى في الأماكن العامة ولكنه موجود بندرة , ولا يحبه الإ القليل في
العالم العربي , وهو عند غيرنا من الدول غال وثمين . ولقد أرخصناه
بأنفسنا فأصبح من الكماليات بعد أن كان من المسلّمات إسألوا عنه, فقد كان
له مكانة رفيعة في أندلسنا الضائعة و في بغدادنا المتألمة . يوم كنا
نحمله أينما ارتحلنا , فقد كانت له دابة تحمله ودابة لنا تحملنا, فإن لم
نجد , حملناه فوق رؤوسنا وعلى أكتافنا , أنه توأم الروح, قيل عنه انه خير
جليس في كل زمان ومكان , إنه الكتاب .
ويبدوأن الأرقام والإحصائيات تؤكد الفجوة الكبيرة بيننا وبين الدول
المتقدمة, فمعدل الأمية في العالم العربي هو ضعف معدل الأمية في العالم .
ويقدر عدد الاميين في العلم العربي بمائة مليون انسان ! ويصدر كتاب لكل
ربع مليون مواطن عربي بينما يصدر كتاب لكل خمسة عشر ألف مواطن في الدول
المتقدمة. وهذه المعدلات والأرقام تشعرنا بالخجل , فهل مازلنا نسمي
أنفسنا أمة " اقرأ" ؟.
وأما معدل القراءة السنوي فالهوة كبيرة , فبعض الدراسات تشير إلى أن
معدل القراءة للمواطن في العالم العربي هو نصف صفحة سنويا ! بينما هو في
أمريكا للمواطن الواحد إحدى عشر كتابا و سبعة كتب للمواطن البريطاني.وصدق
الزمخشري حين قال أَأَبيتُ سهران الدُّجى و تبيتُه نوماً وتبغي بعد
ذاك لحَاقي.
ومن المؤشرات التي تؤكد على ظاهرة العزوف عن الكتاب , هي المشاهدات
اليومية , فإنك لا تكاد تجد احد يحمل كتاب ( كما يحملون الجوال) في
الأماكن العامة أو في أماكن الانتظار الطويلة مثل المستشفيات أو الدوائر
الحكومية أوغيرها. ولكن أذا نظرنا إلى الطرف الأخر من العالم, فإننا
نجد النقيض من ذلك. فقد حدثني احد الزملاء انه كان في محطة في لندن,
ينتظر وصول القطار, وكان هناك رجل قد بلغ من الكبر عتيا واقفا ينتظر وصول
القطار أيضاً وقد بقي على وصوله سبعة دقائق, فإذا به يخرج من جيبه كتاباً
ليقرءاه ليستفد من هذه سبعة دقائق فقط !
وقد ذكرني ذلك, بالزمن الذي ارتبطت به حضارتنا بالكتاب ارتبطا وشيجا.
فعندما قيل للإمام احمد ابن حنبل وقد امتد به العمر, ووهن العظم من المحن
" ألا زلت مع المحبرة", فقال كلمته المشهورة" مع المحبرة إلى المقبرة" ,
و وددت أن تنقش هذه الكلمات في العقول والقلوب وتكتب بماء الذهب في كل
بيت وجامعة ومكتبة.
وبل وصل التعلق والشغف بالكتاب الى أبعد من محطات القطارات, فهناك معهد
أسمه" القُراء في بيت الراحة" وقد انشأ هذا المعهد عام 1988 , والأغرب
أنهم يدّعون أن مبيعاتهم قد وصلت الى اثني عشر مليون كتاب حتى الآن !.
وحتى لا تستغرب كثيرا أخي القارئ , فقد سبقهم بذلك ,المجد عبدالسلام ابن
تيمية جد شيخ الإسلام ابن تيمية, حيث كان يأمرابنه إذا دخل الخلاء أن
يقرأ ويرفع صوته. فلا أظن أن لنا عذر بعد ذلك بكثرة الانشغال , فهناك
وقت في بيت الراحة ! وكان الحكيم الصين كونفوشيوس يقول " مهما بلغت
انشغالك فلابد أن تجد وقتا للقراءة , وإن لم تفعل فقد أسلمت نفسك للجهل
بحض إرادتك "
وهناك مؤشر آخر ,هو أشد مَضَاضةً و خطرا, ألا وهو عزوف كثير من أصحاب
الطبقة التي قد تسمّى بالمثقفة عن القراءة خارج التخصص , إذا افترضنا
جدلا أنهم يقرؤون في تخصصهم. هذه الشريحة بالذات عليها مسئولية كبيرة,
فهي تمثل مقياس أدق لثقافة المجتمع ومدى ارتباطه بالكتاب وبالقراءة.
وربما كانت الاجيال السابقة تعي أهمية العلاقة بين النهضة الحضارية
والكتاب , فقد ذكر عن ابن الجوزي أنه قال " قرأت أكثر من عشرين ألف مجلد
وأنا بعد في الطلب ", فقلت في نفسي ربما أخطأ الراوي في العدد ! , حتى
جاء ابن جوزي عصرنا, الشيخ الأديب على الطنطاوي رحمه الله , وكذب ظنّي .
فقد سمعته يقول " سبعين سنة وأنا أقراء في كل يوم وليلة عشر ساعات", ولعل
بعضنا يقول ذلك بعيد المنال, فعليك بالقانون المحمدي عليه الصلاة والسلام
" قليل دائما خير من كثير منقطع".
ولنبدأ بأنفسنا أولا, حتى نكون مثالاً واقعياً يغرس مفهوم اهمية الكتاب
والقراءه للجيل القادم. فقد قال عبد الرحمن عن أبيه الإمام أبو حاتم
الرازي " كان أبي يأكل وأقرأ عليه ، ويمشي وأقرأ عليه ، ويدخل الخلاء
وأقرأ عليه ، ويدخل البيت في طلب شيء وأقرأ عليه"
إن تنمية ثقافة الكتاب والعلم هي مرتبطة ارتبطا وثيقا بالنهضة الحضارية
وقيادة العالم, وقد سئل فولتير الكاتب والأديب الفرنسي من سيقود العالم
فقال " الذين يقرؤون". وسنبني حضارة جديدة أذا أتى اليوم الذي تقول فيه
الام لابنها " هل أكلت كتاب جيدا هذا اليوم ياولدي ".
وأخيرا, الجواب كان ولا زال أمام أعيننا ومنذ قرون ولكن قلوبنا وعقولنا
لاتراه , أنه" اقرأ ".
دعونا نعيش مع الكتاب, فقد سئمنا المراكز المتأخرة بين الدول , وسئمنا
قولهم " الدول النائمة ", عفوا, أقصد الدول النامية.
منقول....
عبدالله سعد الغنام
انظر حولك فهو مازال موجو وينتظرك بشوق , قد يكون في بيتك أو في عملك
أو حتى في الأماكن العامة ولكنه موجود بندرة , ولا يحبه الإ القليل في
العالم العربي , وهو عند غيرنا من الدول غال وثمين . ولقد أرخصناه
بأنفسنا فأصبح من الكماليات بعد أن كان من المسلّمات إسألوا عنه, فقد كان
له مكانة رفيعة في أندلسنا الضائعة و في بغدادنا المتألمة . يوم كنا
نحمله أينما ارتحلنا , فقد كانت له دابة تحمله ودابة لنا تحملنا, فإن لم
نجد , حملناه فوق رؤوسنا وعلى أكتافنا , أنه توأم الروح, قيل عنه انه خير
جليس في كل زمان ومكان , إنه الكتاب .
ويبدوأن الأرقام والإحصائيات تؤكد الفجوة الكبيرة بيننا وبين الدول
المتقدمة, فمعدل الأمية في العالم العربي هو ضعف معدل الأمية في العالم .
ويقدر عدد الاميين في العلم العربي بمائة مليون انسان ! ويصدر كتاب لكل
ربع مليون مواطن عربي بينما يصدر كتاب لكل خمسة عشر ألف مواطن في الدول
المتقدمة. وهذه المعدلات والأرقام تشعرنا بالخجل , فهل مازلنا نسمي
أنفسنا أمة " اقرأ" ؟.
وأما معدل القراءة السنوي فالهوة كبيرة , فبعض الدراسات تشير إلى أن
معدل القراءة للمواطن في العالم العربي هو نصف صفحة سنويا ! بينما هو في
أمريكا للمواطن الواحد إحدى عشر كتابا و سبعة كتب للمواطن البريطاني.وصدق
الزمخشري حين قال أَأَبيتُ سهران الدُّجى و تبيتُه نوماً وتبغي بعد
ذاك لحَاقي.
ومن المؤشرات التي تؤكد على ظاهرة العزوف عن الكتاب , هي المشاهدات
اليومية , فإنك لا تكاد تجد احد يحمل كتاب ( كما يحملون الجوال) في
الأماكن العامة أو في أماكن الانتظار الطويلة مثل المستشفيات أو الدوائر
الحكومية أوغيرها. ولكن أذا نظرنا إلى الطرف الأخر من العالم, فإننا
نجد النقيض من ذلك. فقد حدثني احد الزملاء انه كان في محطة في لندن,
ينتظر وصول القطار, وكان هناك رجل قد بلغ من الكبر عتيا واقفا ينتظر وصول
القطار أيضاً وقد بقي على وصوله سبعة دقائق, فإذا به يخرج من جيبه كتاباً
ليقرءاه ليستفد من هذه سبعة دقائق فقط !
وقد ذكرني ذلك, بالزمن الذي ارتبطت به حضارتنا بالكتاب ارتبطا وشيجا.
فعندما قيل للإمام احمد ابن حنبل وقد امتد به العمر, ووهن العظم من المحن
" ألا زلت مع المحبرة", فقال كلمته المشهورة" مع المحبرة إلى المقبرة" ,
و وددت أن تنقش هذه الكلمات في العقول والقلوب وتكتب بماء الذهب في كل
بيت وجامعة ومكتبة.
وبل وصل التعلق والشغف بالكتاب الى أبعد من محطات القطارات, فهناك معهد
أسمه" القُراء في بيت الراحة" وقد انشأ هذا المعهد عام 1988 , والأغرب
أنهم يدّعون أن مبيعاتهم قد وصلت الى اثني عشر مليون كتاب حتى الآن !.
وحتى لا تستغرب كثيرا أخي القارئ , فقد سبقهم بذلك ,المجد عبدالسلام ابن
تيمية جد شيخ الإسلام ابن تيمية, حيث كان يأمرابنه إذا دخل الخلاء أن
يقرأ ويرفع صوته. فلا أظن أن لنا عذر بعد ذلك بكثرة الانشغال , فهناك
وقت في بيت الراحة ! وكان الحكيم الصين كونفوشيوس يقول " مهما بلغت
انشغالك فلابد أن تجد وقتا للقراءة , وإن لم تفعل فقد أسلمت نفسك للجهل
بحض إرادتك "
وهناك مؤشر آخر ,هو أشد مَضَاضةً و خطرا, ألا وهو عزوف كثير من أصحاب
الطبقة التي قد تسمّى بالمثقفة عن القراءة خارج التخصص , إذا افترضنا
جدلا أنهم يقرؤون في تخصصهم. هذه الشريحة بالذات عليها مسئولية كبيرة,
فهي تمثل مقياس أدق لثقافة المجتمع ومدى ارتباطه بالكتاب وبالقراءة.
وربما كانت الاجيال السابقة تعي أهمية العلاقة بين النهضة الحضارية
والكتاب , فقد ذكر عن ابن الجوزي أنه قال " قرأت أكثر من عشرين ألف مجلد
وأنا بعد في الطلب ", فقلت في نفسي ربما أخطأ الراوي في العدد ! , حتى
جاء ابن جوزي عصرنا, الشيخ الأديب على الطنطاوي رحمه الله , وكذب ظنّي .
فقد سمعته يقول " سبعين سنة وأنا أقراء في كل يوم وليلة عشر ساعات", ولعل
بعضنا يقول ذلك بعيد المنال, فعليك بالقانون المحمدي عليه الصلاة والسلام
" قليل دائما خير من كثير منقطع".
ولنبدأ بأنفسنا أولا, حتى نكون مثالاً واقعياً يغرس مفهوم اهمية الكتاب
والقراءه للجيل القادم. فقد قال عبد الرحمن عن أبيه الإمام أبو حاتم
الرازي " كان أبي يأكل وأقرأ عليه ، ويمشي وأقرأ عليه ، ويدخل الخلاء
وأقرأ عليه ، ويدخل البيت في طلب شيء وأقرأ عليه"
إن تنمية ثقافة الكتاب والعلم هي مرتبطة ارتبطا وثيقا بالنهضة الحضارية
وقيادة العالم, وقد سئل فولتير الكاتب والأديب الفرنسي من سيقود العالم
فقال " الذين يقرؤون". وسنبني حضارة جديدة أذا أتى اليوم الذي تقول فيه
الام لابنها " هل أكلت كتاب جيدا هذا اليوم ياولدي ".
وأخيرا, الجواب كان ولا زال أمام أعيننا ومنذ قرون ولكن قلوبنا وعقولنا
لاتراه , أنه" اقرأ ".
دعونا نعيش مع الكتاب, فقد سئمنا المراكز المتأخرة بين الدول , وسئمنا
قولهم " الدول النائمة ", عفوا, أقصد الدول النامية.
منقول....
The Matador- Admin
- عدد المساهمات : 630
السٌّمعَة : 11
تاريخ التسجيل : 08/01/2011
العمر : 46
الموقع : Egypt
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الأحد أغسطس 26, 2012 8:57 am من طرف The Matador
» حدث في 23 رمضان
السبت أغسطس 11, 2012 11:14 am من طرف The Matador
» خالد صلاح يكتب: تعالوا نصدَّق جمال مبارك
السبت أغسطس 11, 2012 11:05 am من طرف The Matador
» حدث في يوم 18 رمضان
الإثنين أغسطس 06, 2012 10:20 am من طرف The Matador
» مرسي: قواتنا تطارد منفذي هجوم سيناء ولا مجال لمهادنة العدوان والإجرام
الإثنين أغسطس 06, 2012 9:18 am من طرف The Matador
» حدث في يوم 17 رمضان
السبت أغسطس 04, 2012 10:17 am من طرف The Matador
» مصر في نهائي كأس العالم لكرة القدم للصم في تركيا....
الإثنين يوليو 30, 2012 2:10 pm من طرف The Matador
» حجر رشيد
الخميس يوليو 19, 2012 4:10 pm من طرف The Matador
» من سيقود العالم ؟
الخميس يوليو 19, 2012 3:51 pm من طرف The Matador